نظرة تاريخية حول القلق
يعد اضطراب القلق من الاضطرابات النفسية الشائعة في عصرنا الحالي، رغم جذوره المتأصلة منذ الحياة البدائية للإنسان أين كانت الحيوانات الضخمة المفترسة تشكل تهديداً حقيقياً له.
غير أن القلق في العصر الحديث أصبح إشارة لظاهرة مرضية يتعرض لها الأفراد بمستويات مختلفة، نظراً للإحباطات وعدم الإشباع البيولوجي والنفسي بسبب العوائق البيئية والشخصية المتداخلة والتي تميز هذا العصر.
لقد اهتم الباحثون منذ القرن 18 بوضع مفهوم للقلق ويعد الفيلسوف كركغارد Kerkegaard من الأوائل الذين حاولوا وضع مفهوم للقلق أين ربط في كتابه “مفهوم القلق” سبب ظهور القلق بمفهوم الخطيئة الأولى.
وجاء فرويد بمفهوم عصاب القلق 1895 ويعتبر فرويد هو أول من وضع تصنيفات مختلفة لاضطرابات القلق، “عصاب القلق، الهيستريا عصاب الوسواس، عصاب الخواف”. وفي كتابه مقدمة في التحليل النفسي وضح فرويد الفرق بين القلق الموضوعي والقلق المرضي فالأول هو قلق طبيعي إنذار لمواجهة خطر خارجي حقيقي فهو ناتج عن غريزة حفظ الذات.
مفهوم القلق
يعتبر القلق مركزياً في علم النفس وأساسياً في علم النفس المرضي والعرض المشترك بين العديد من الاضطرابات النفسية والعقلية وكذا العضوية، كما أنه يعد مفهوماً تفسيرياً في معظم نظريات الشخصية، ولقد اختلف مفهومه حسب التوجهات النظرية من تيار إلى آخر في علم النفس الحديث ويمكن حصر على الأقل سبع مفاهيم مختلفة حوله وهي:
القلق كانفعال: القلق انفعال سلبي يرتبط بشكل وثيق بكل من الخوق والمخاوف الشاذة.
القلق كتناذر إكلينيكي: القلق تناذر إكلينيكي متعدد الأعراض.
القلق كاستجابة: القلق استجابة انفعالية تم تعلمها عن طريق المبادئ المعروفة للاشتراط.
القلق كحافز: القلق حافز قد يعوق الأداء وقد يسهله تبعا لطبيعة الموقف ومدى صعوبته.
القلق كسمة: القلق سمة أساسية في الشخصية، تتوزع بين الأفراد تبعا لبعد ثنائي القطب، يبدأ من الدرجة المنخفضة جداً إلى الدرجة المرتفعة جداً.
القلق كحالة: القلق حالة تنبه شديد او نشاط فيزيولوجي زائد يرتبط بمواقف محددة أو ظروف معينة.
القلق: دافع للإنتاج والابتكار والإبداع.
